Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
12 septembre 2011 1 12 /09 /septembre /2011 01:43

هذه قصة شاب يرويها فيقول: كنتُ شاباً أظنّ أنّ الحياة مال وفير، وفراش وثير ومركب وطيء.
وفي يوم جمعة.. جلستُ مع مجموعة من رفقاء الدرب على الشاطئ، أقسم بالله أنّي كنتُ أسمع الأذان طوال حياتي ولكنّي لم أفقه يوماً معنى كلمة فلاح، طبع الشّيطان على قلبي، حتّى صارت كلمات الأذان كأنّها تُقال بلغة لا أفهمها.
كان الناس حولنا يفرشون سجاداتهم، ويجتمعون للصّلاة، بينما كنّا نحن نجهّز عدّة الغوص وأنابيب الهواء استعداداً لرحلة تحت الماء.. لبسنا عدّة الغوص، ودخلنا البحر، بعدنا عن الشّاطئ حتّى صِرنا في بطن البحر.
كان كلّ شيء على ما يرام، الرحلة جميلة.. وفي غمرة المتعة تمزّقت القطعة المطاطية الّتي يطبق عليها الغواص بأسنانه وشفتيه لتحول دون دخول الماء إلى الفم ولتمدّه بالهواء من الأنبوب، تمزّقَت أثناء دخول الهواء إلى رئتي وفجأة أغلقت قطرات الماء المالح المجرى التنفسي.
بدأتُ أشهق وأشرق بالماء المالح وبدأ شريط حياتي بالمرور أمام عيني مع أوّل شهقة.. عرفتُ كم أنَا ضعيف حاولتُ التحرّك بسرعة للخروج من الماء، إلاّ أنّي كنتُ على عمق كبير، ليست المشكلة أن أموت، المشكلة كيف سألقى الله؟!
حاولتُ جاهداً.. أشهـ.. أشهـ.. بدأ قلبي يصرخ ''ربّي ارجعون.. ربّي ارجعون.. ساعة.. دقيقة.. لحظة''.. ولكن لا محالة بدأتُ أفقِد الشعور بكلّ شيء.. أحاطت بي ظلمة غريبة، هذا آخر ما أتذكّر، لكن رحمة ربّي كانت أوسع.. فجأة بدأ الهواء يتسرّب إلى صدري مرّة أخرى وانقشعت الظلمة.. فتحتُ عيني، فإذا أحد الأصحاب يثبت خرطوم الهواء في فمي ويحاول إنعاشي.. ونحن مازلنا في بطن البحر رأيتُ ابتسامة على محيّاه.. فهمتُ منها أنّني بخير، خرجت من الماء وأنا شخص آخر، تغيّرت نظرتي للحياة وأصبحتْ الأيّام تزيدني من الله قُرباً، وأدركتُ سرَّ وجودي في الحياة.. تذكّرتُ قول الله ''إلاّ ليعبدون''.. صحيح.. ما خُلِقْنَا عبثًا.
مرّت أيّام.. فتذكّرتُ تلك الحادثة، فذهبتُ إلى البحر.. ولبستُ لباس الغوص ثمّ أقبلتُ إلى الماء وحدي، وتوجّهتُ إلى المكان نفسه في بطن البحر، وسجدتُ لله تعالى سجدة ما أذكر أنّي سجدتُ مثلها في حياتي في مكان لا أظنّ أنّ إنساناً قبلي قد سجد فيه لله تعالى، عسى أن يشهَد عليّ هذا المكان يوم القيامة فيرحمني الله بسجدتي في بطن البحر ويدخلني جنّته. اللّهمّ آمين، اللّهمّ اجعل هذا النّقل خالصاً لوجهك الكريم.

Partager cet article
Repost0

commentaires

N
<br /> merci NANOU pour tes rappelles et ton conseille présent<br /> <br /> <br />
Répondre
N
<br /> كم نحن غافلون عن الحق و الحقيقة لقد ولدنا لنموت. كلما مر يوم نقترب من أجلنا فماذا أعددنا لذلك اليوم؟ الموت هو الشيء الوحيد الذي أستطيع أن أقسم أنه سيكون في المستقبل أما باقي الأمور الدنياوية فلا<br /> شيء أكيد .<br /> كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام.فليتخيل كل منا أنه سيدخل قبره الليلة و ليحاسب نفسه ماذا سيقول للملكين<br /> و كيف سيجيب على الأسئلة المحرجة و الخطيرة التي ستطرح علية شبابك فيما أمضيته؟<br /> مالك مما اكتسبته و فيما أنفقته؟<br /> فلنحاسب أنفسنا كم من انسان اغتبنا؟<br /> و كم من حق الآخرين أخذنا؟<br /> و كم في صلاتنا فرطنا ؟<br /> و كم من ضعيف ظلمنا؟<br /> وكم ...وكم؟...وكم؟ عدد لا يعد و لا يحصى فاللهم اغفر لي و لوالدي و للمؤمنين و لقارء التعليق<br /> قولو آمييين<br /> <br /> <br />
Répondre